الأحد، 8 فبراير 2009
قبل أن تندم
نظر إلى نفسه فى المرآة فوجد الحقيقة التى كان يتهرب منها .. عجوزاً كبيراً وجهه تجعد وشعره قد أبيض وعوده قد أنحنى ..ترك المرآة وحاول أن ينسى ولكنه لا يستطيع صورته فى المرآة لا تكاد تفارق خياله جلس على أول معد قابله جال ببصره فرأى صورته على الحائط "يااااااااااه كم أنا جميل وجهه نضر وشعر أسود حريري تسأل هل لهذه الأيام أن تعود ثانية ... تذكر أن المسلم فى الجنة يعود شاباً " هم واقفاً يريد صلاة العشاء لقد سمع صوت المؤذن وتذكر الجنة ....آآآآه ولكن المسافة إلى المسجد طويلة وأنا لا أستطيع المشي لقد كبرت ووهن العظم منى يااااارب فلتسامحنى ليتني تعودت المشي ألى المسجد فى شبابي لكان هان علي الآن آآآه ليت الشباب يعود.. ليت الشباب يعود "صلى العشاء لكم أجهدته الصلاة إنه يعاني مرضا فى المفاصل تتعبه الصلاة كثيراً هم بصلاة السنة والوتر ولكنه لم يستطع بالكاد أستطاع صلاة الوتر وهو جالس تذكر القرآن أحضر المصحف وجلس يقرأ فيه وما أن انتهى من الربع الأول حتى سمع جرس الباب فتح فإذا بأحد أصدقائه أدخله وجلسوا يتسامرون ونسى أنه كان يقرأ القرآن هم الصديق بالإنصراف وودعه نظر فى الساعة وجدها تجاوزت الثانية عشر يااالله ماذا صنعت لقد نسيت أني كنت أقرأ القرآن لقد نسيت أنه لا سمر بعد العشاء لقد نسيت أن الصديق يذكرني بالله وليس العكس ...آآآآه أنا السبب ليتني صاحبت الأخيار في شبابي ليتني تعودت أن أحدد لقرأة القرآن وقتاً لا يشغلني فيه أحد ليتني تعودت النوم مبكراً ..وقام الرجل ولم يستطع أن يكمل القرآة النوم يداهمه والنعاس يغلبه ونام الرجل ..استيقظ ونظر فى النافذة ليرى ضوء الصباح أسرع ليصلي الفجر حاضراً وقد فاتته الصلاة فى وقتها ندم أيما ندم وتذكر كيف أضاع وقته ليلة البارحة تذكر أيام شبابه وكيف كان يلهو معتمداً على فترة الشيخوخة ظاناً أنه سيفعل مالا يفعله فى هذه الفترة ووجد نفسه يوجهه الحقيقة إنه لم يزد شئ عما كان يفعله فى شبابه بل وأصبحت أعماله تقل تدريجياً ...آآه إنه يوم الإثنين كان قد نوى أن يصوم هذا اليوم ولكن ما هذا لقد نسي وجبة السحور " كيف أستطيع الصوم كيف أستطيع أن أواجهه العطش "جف فمه إنه يريد الماء بشدة لم يستطع أن يصمد شرب ثم جلس ..يبكي.. يعض على أنامله من شدة الحزن تذكر أن أحد الشباب الصالحين من رواد المساجد أيام شبابه كان قد أعطاه هدية وبها جواب مكتوب فيه حديث رسول الله "اغتنم خمساً قبل خمس :شبابك قبل هرمك ،وصحتك قبل سقمك ،وغناك قبل فقرك ،وحياتك قبل موتك،وفراغك قبل شغلك " نظر إلى الورقة ثم نظر إلى نفسه في المراة وتذكر أن ما مر من لدنيا كثير وأنه على أعتاب الأخرة ونظر إلى ماضيه فوجد الزاد قليل والى حاضره فوجد أنه لا يستطيع ""آآآآه من قلة الزاد وطول السفر " بكى بكاءً شديداً وأخذ يصيح بأعلى صوته شبابك قبل هرمك .... شبابك قبل هرمك ليتنى فهمت ليتني عقلت " شحب وجهه وتصبب العرق من جبينه وغارت عيناه وابيضت وصوته مازال يصيح ليتني أعود .. أحس بيد حانية تمسح وجهه وتصيح به "هون عليك يا ولدى فلقد عدت " استيقظ من نومه وحمد الله على حلم أيقظه وعاهده أن يستغل تلك الفترة من حياته فى مرضاته سبحانه أمسك بالتليفون واتصل بصديقه صاحب الهدية وأخبره أنه يحبه في الله وأنه معه فى الطريق إلى الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 10 تعليقات:
اللهم اهدنا الى طريقك وثبتنا عليه فى شبابنا وهرمنا لنكون ممن يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله
جزاكم الله خيرا على هذه التذكرة الرائعة
جزاكم الله خيراً ، فعلا الشباب فترة من عمر الواحد بسرعه بتعدي وفي نفس الوقت أفضل فترة ممكن الواحد يخدم فيها نفسه ودينه ودعوته.
جميلة فعلا كلها معان راقيات
جزاك الله كل خير
اللهم انفعنا بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا
جزاكم الله خيرا على التذكرة
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا
وجعل الله اعمالنا كلها صالحة ولوجه خالصة
ربنا يبارك فيك مدونتك جميلة ويجعلك يارب زخرا للاسلام والمسلمين ويدد خطاك
الأخت شامخة جزاكم الله خيرا على التعليق
اللهم آمين
الأخ محمد الشوادفي جزاكم الله خيرا
هي بالفعل اكتر فترة فيها فراغ
الأخت خديجة جزاكم الله خيرا على التعليق
آمين
الأخت الاء جزاكم الله خيراًعلى التعليق
آمين
الأخت فدا جزاكم الله خيرا على المرور
إرسال تعليق