الخميس، 28 أغسطس 2008

يا مؤمن استعمل عقلك يا مؤمن غض بصرك


الله تعالى خلق الخلائق كلها ومنها الإنسان خلقه الله تعالى وخصه بنعم كثيرة لا تقدر ولا تحصى (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) وكان أهم هذه النعم هى نعمة العقل وضعه الله في الإنسان ليعرف به خالقه ثم ليميز الخبيث من الطيب .
وهكذا استخدم الانسان العقل . البعض قرر أن يلغيه والبعض قرر أن يستعمله فكان أقوام عدة منهم المسلمون ومنهم دون ذلك وكنا نحن نتاج استخدام آبائنا لعقولهم أن هدينا للإسلام وهذا من فضل الله ومن نعمه بل انها من أجل نعمه علينا نعمة سبق الفضل والإجتباء
سبق فضله علينا أن جعلنا من أسرة مسلمة فكنا مسلمين والحمد لله
ولكن ما حدث أن رأينا مسلمين بلا اسلام غثاء كغثاء السيل وذلك أن أحدا من هؤلاء لم يستعمل عقله بل أسلم بإسلام أبيه ثم لم يفكر بعد ذلك ما هو هذا الدين وما هي واجباته تجاهه ولماذا خلقنا وهل يكفي بقولنا انا مسلمين ان نكون من الناجين
هي دعوة للتفكير وإعمال العقل والتدبر نعم فكر فكر فيما تقرأ فيما تعمل وتدبر .
لعلك تقرأ القرآن الكريم لعل لك ورد ثابت ولكن هل عرفت ما هو القرآن هل أعملت عقلك ومن ثم أيقنت أن الرحيم الجبار يحدثك . نعم الله تعالى ذو الجلال والإكرام يحدثك يرسل إليك رسائل تقرأها يوميا ولكن وللأسف تقرأها بلسانك ولا تفكر . لا تفكر أن ما تقرأ هو كلام الرحمن الرحيم الجبار المتكبر
والآن ما عليك إلا أن تقرأ مستشعرا ذلك : الله الكريم يكلمنى . لا رئيس مصلحة ولا وزير ولا ملك من ملوك الفانية لا إنه الله
ثم إذا فلتفتح سورة النور ولتقرأ قول العظيم :(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم.....) ألا يكفيك ذلك لكي تصرف بصرك الله يأمرك من بيده رزقك الذي يطعمك ويسقيك وإذا مرضت فهو يشفيك . فلترتدع أم تريد آية أو بينة أخرى
ثم لا يرضى الله الا أن يكون رحيما بعباده فيعقب بأن ذلك إنما هو أزكى لهم وكيف لا وهو خالقنا ويعلم ما نحتاجه وما يضرنا وما ينفعنا فيقول :(..ذلك أزكى لهم......) وبعدها يحذرنا ويذكرنا بأنه معنا مطلع علينا يرانا لا تخفى عليه خافيه مهما صغرت فيقول (...إن الله خبير بما تصنعون) وأيضا أمر المؤمنات بمثل ذلك
والآن أخى المسلم المؤمن هكذا يجب أن نكون نعمل العقل مع إحضار القلب واستشعار أهمية الأمر حتى ننتفع بهذا الكتاب العظيم الذى لا يأتيه الباطل ولا ينفد من كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه وحتى نستحق أن نكون فيمن قال فيهم ربنا ((الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته)) وحتى نستحق هذه النعمة نعمة العقل فلنكن كقائدنا وقدوتنا محمد (صلى الله عليه وسلم) خينما وصفته السيدة عائشة رضى الله عنها بقولها (كان قرآنا يمشي على الأرض)
هي فقط دعوة لإعمال العقل وعدم اهماله